تجربة
ما هو التوحد؟
التوحد أو اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder – ASD) هو اضطراب في النمو العصبي يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، ويؤثر بشكل كبير على الطريقة التي يتفاعل بها الشخص مع الآخرين، ويعبر بها عن نفسه، ويستجيب بها للعالم من حوله. يختلف هذا الاضطراب من شخص لآخر، ومن هنا جاءت تسميته بـ "الطيف"، حيث أن أعراضه تتراوح من بسيطة إلى شديدة.
أعراض التوحد
تتنوع أعراض التوحد من طفل إلى آخر، ولكن يمكن تصنيفها ضمن مجموعتين رئيسيتين:
- صعوبات في التواصل الاجتماعي والتفاعل:
- عدم التواصل البصري أو ضعفه.
- صعوبة في تكوين صداقات أو فهم الإشارات الاجتماعية مثل الإيماءات وتعبيرات الوجه.
- التأخر في الكلام أو انعدامه في بعض الحالات.
- الميل للتحدث بطرق غير عادية، مثل تكرار الكلمات أو العبارات بشكل مفرط.
- أنماط سلوك متكررة ومقيدة:
- التمسك بروتين معين والضيق من التغييرات المفاجئة.
- حركات جسدية متكررة مثل رفرفة اليدين أو الدوران.
- اهتمام مفرط بموضوع معين أو بجزء من شيء معين، مثل عجلات السيارة أو الأرقام.
- حساسية زائدة أو منخفضة تجاه المؤثرات الحسية (الضوء، الصوت، اللمس...).
أسباب التوحد
لا يوجد سبب واحد معروف للتوحد، ولكن تشير الأبحاث إلى وجود تفاعل معقد بين العوامل الجينية والبيئية. من العوامل التي قد تكون مرتبطة بالتوحد:
- الوراثة: وجود تاريخ عائلي للاضطراب.
- مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة.
- العوامل البيئية مثل التلوث أو تعرض الأم لمواد كيميائية ضارة خلال الحمل.
- بعض الاضطرابات الجينية مثل متلازمة الكروموسوم X الهش.
تشخيص التوحد
عادةً ما يتم تشخيص التوحد في سن مبكرة، بين عمر سنتين إلى ثلاث سنوات، ولكن قد يتأخر التشخيص في بعض الحالات. يعتمد الأطباء في التشخيص على ملاحظة سلوك الطفل ومهاراته التواصلية، بالإضافة إلى استخدام مقاييس معيارية. لا يوجد فحص دم أو أشعة يمكنها تأكيد التشخيص بشكل قاطع.
العلاج والدعم
لا يوجد علاج نهائي للتوحد، لكن التدخل المبكر يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الطفل. تشمل العلاجات:
- العلاج السلوكي: مثل تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، والذي يُعد من أنجح الأساليب العلاجية.
- علاج النطق واللغة لتحسين مهارات التواصل.
- العلاج المهني لتطوير المهارات الحركية والاعتماد على الذات.
- العلاج بالأدوية لعلاج بعض الأعراض المصاحبة مثل فرط النشاط أو القلق.
دور الأسرة والمجتمع
تلعب الأسرة دورًا محوريًا في دعم الطفل المصاب بالتوحد، من خلال تقديم بيئة آمنة ومستقرة وفهم احتياجاته. كما أن وعي المجتمع هو عامل مهم في تعزيز دمج هؤلاء الأفراد في الحياة اليومية، وتوفير الفرص المتكافئة لهم في التعليم والعمل.
الخلاصة
التوحد ليس مرضًا يجب "علاجه" بقدر ما هو نمط مختلف من التفكير والإدراك. الأفراد المصابون بالتوحد يمتلكون مهارات وقدرات فريدة، ويمكنهم أن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع إذا تم توفير الدعم المناسب لهم. زيادة الوعي بالتوحد يسهم في كسر الصور النمطية والتمييز، ويدعم فكرة التقبل والاحتواء.